محمود كريشان

نعلم ان البسطات والعشوائيات تشكّل ظواهر مشوهة للمنظر العام، وتتسبب بازدحام الأرصفة والشوارع والأسواق والمظهر غير اللائق، إلا ان أصحابها اعتادوا العيش والاسترزاق منها على وقع أزمات اقتصادية ومعيشية تمرّ بها مجتمعاتنا نظرا لإرتفاع تكاليف المعيشة وغلاء الأسعار، خاصة مع نسبة البطالة غير القليلة، التي فرضت على شريحة من مجتمعنا بمثل هذه الأعمال لتغطية جزء من التزاماتهم تجاه عائلاتهم وأسرهم..

وبالطبع فإن ما يحدث على الأرصفة يشكّل وجهتي نظر مختلفتين، الأولى من قبل الجهات المعنية والتي تساهم في تنظيم الأسواق وحقّ المشاة في الحركة والسير بما لا يعيقه، ومراعاة المنظر الحضاري والراقي والمحافظة على النظافة العامة، ووجهة النظر الثانية أنه من المؤلم في الواقع ملاحقة صاحب بسطة يبحث عن رزق أطفاله فهو يعمل كلّ يوم بيومه،ولجأ إلى البسطة كوسيلة او باب رزق إضافة لعمل لا يسدّ تكاليف المعيشة، وعفيف نفس يسترزق من خلالها ليجنب نفسه سؤال الناس أعطوه أو منعوه.. وقس على ذلك..!

ولا شك أبدا ان وضع تلك البسطات والعشوائيات والعربات "غير المنظم" من خلال أسواق خاصة بها، يدفع بالمعنيين إلى تنفيذ حملات بين الحين والآخر لإزالتها ومنعها، من دون إيجاد حلول جذرية للانتهاء منها والتخلص من عشوائيتها والبحث عن بدائل لتلك الشريحة المكافحة في البحث عن قوت عيالها..

ومن هنا.. الحلول المتبعة بمنعها لا يمكن أن تدوم لأكثر من بضعة أيام، وسيبقى أصحاب تلك البسطات بين "كر" و"فر" مع الجهات المعنية بالإزالة، فالقضاء على هذه الظاهرة بشكل جذري لا يمكن أن يتم إلا بتوفير أماكن مخصصة وبديلة، وفي ذات الوقت تكون بعيدة عن الأرصفة والطرق، بحيث تكون مناسبة لعرض البضائع ومتاحة للزبائن الذين يقصدونها ويجدون فيها أسعاراً منافسة للمحال، ما يضمن عدم قطع أرزاق أصحاب تلك البسطات والعربات.. 

والرزق على الله في جميع الأحوال..!!